تمر الأيام والسنون بسرعة، وتتسرب من بين أيدينا دون أن نشعر، ونحن غارقون في الشؤون اليومية من تنظيف وغسيل وإعداد الطعام، وأحيانًا ونحن نظن أننا نؤمِّن لأطفالنا مستقبلًا أفضل أو رفاهية ما. في حين أن أفضل ما يمكن أن نقدمه لهم في هذه المرحلة هو قضاء أكبر وقت ممكن معهم، فهي المرحلة التي يكونون فيها أكثر تعلقًا بنا.
و الحقيقة التي تغيب عن الكثير منا أن أثمن ما يمكن أن نقدمه لهم الآن ليس مالًا ولا أشياء… بل وقتنا، ووجودنا، ودفء قلوبنا.

لذلك، أيتها الأم، استمتعي مع أبنائك واستمتعي بهم في أوقات لن تعود.
وإليكِ بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:

  1. حاولي إنجاز مهامك وأعمالك المنزلية في أوقات نومهم أو أثناء وجودهم في المدرسة.
  2. حددي زمنًا معينًا لاستعمال الأجهزة الذكية، وأخبريهم به مسبقًا.
  3. العبي مع أبنائك وكأنك طفلة في العاشرة من عمرها؛ اقفزي، اجري، وامرحي. اصنعوا ألعابكم بأنفسكم من مواد بسيطة متوفرة في المنزل.

يمكن القيام بأنشطة إعادة تدوير لمواد متوفرة لديكِ، مثل حياكة ملابس للدمى للبنات أو صناعة كرة من القماش للأولاد.

أشركيهم في القيام ببعض أعمال المنزل بروح اللعب والتسلية؛ مثل غسل الأرضيات بتحويلها إلى ملعب صابوني مع مراعاة عوامل السلامة، أو لعب “بيت بيت” حيث ينظف كل واحد غرفة. اجعلي من المهام لعبة ممتعة.

اجعلي من الاستحمام وقتًا للمرح والضحك، وليس مهمة عليكِ إنجازها للانتقال إلى مهمة أخرى. لن تتأذي إن ابتلت ملابسك!

وقت النوم هو خلاصة حبكِ؛ لا تتركي طفلكِ ينام وحيدًا أو يغلبه النوم دونكِ. رافقيه إلى سريره، واطبعي قبلة على جبينه كأنه الوحيد الأثير عندكِ، ثم قصي عليه حكاية قبل النوم، واختاريها بعناية. عوديه ألّا ينام حتى يبادلكِ الدعاء بليلة سعيدة.

تذكري أن أطفالكِ لن يتذكروا شكل الأرضية ذلك اليوم، أو نوع الطبق الذي أعددتِه، لكنهم سيتذكرون كيف كنتِ تضحكين معهم، وكيف كان قلبك حاضرًا قبل يديكِ.

د. سعاد دنكلاي